الاثنين، 2 يناير 2012

وادي محطات المياه ( أماكن مسكونه )


وادي محطات المياه في جزيرة جيرسي ، مشهد من الوادي الذي يوصف بأنه مسكون بالأشباح
أطلق على مجموعة كبيرة من الخزانات ومحطات الضخ الموزعة على طول جزيرة جيرسي (إحدى جزر القنال الإنجليزي) اسم "وادي محطات المياه" Waterworks Valley، يقع هذا الوادي في أبرشية (منطقة) سان لورانس ، ويعتبر ذلك المكان استثنائياً ومرعباً حتى في وضح النهار فهو معتم ويوصف عادة بأنه "مسكون بالأشباح" حيث يوجد هناك طبقة سميكة من الأشجار وأوراق الشجر. وهي منطقة رطبة ومظلمة ولذلك قد يكون الناس معذورين في كثير من الأحيان إذا ما رأوا أو سمعوا أشياء غريبة. وأحياناً لا يمكن إغفال تقارير تفيد بمشاهدة وسماع أصوات أشباح هناك من قبل عدد لا يحصى من الناس
كانوا يمرون في المكان، حتى أن معظمهم فروا هاربين بعد سماعهم للأشباح وهي تقترب منهم وهذا ما يطلقون عليه اسم (العربة الشبح) Phantom's Carriage.


العربة الشبح
غالباً ما كانت القصص تتبع نمطاً متشابهاً. وعادة كانت تقع تلك الأحداث في المساء وتبدأ برنين أجراس مدوية وموسيقى غريبة يقال أنها تشبه أصوات أجراس الزفاف فضلاً عن كونها كئيبة. وتدريجياً يختلط بالرنين صوت ضجيج آخر ويصبح قابلاً للتمييز وهو صوت خيول تهرول على طول الوادي يرافقه خشخشة ضربات واهتزاز عربة تبعث على الكآبة حيث كان شهود العيان يرون موكب به ركاب يرتدون زي يعود للقرن الثامن عشر. وكان الشهود يرون في الموكب عروساً في ثوب زفافها ولكن كان وجهها يختبئ وراء حجاب ، وما كان هذا الوجه سوى جمجمة شاحبة لجثة.

أصل الحكاية
تزعم إحدى الحكايات أنه في أوائل القرن الثامن عشر كانت هناك فتاة من المقرر أن يتم عقد قرانها في أبرشية سان لورانس ولكنها أصيبت بحالة غريبة عند المذبح.  ويقال أنها انتحرت في نفس مساء ذلك اليوم ، ومن ثم كان تجسدها بمثابة تعبير عن حزنها الخالد. وهناك قصة مختلفة تقول أنها انتحرت عشية حفل الزفاف لكن شبحها ظهر في الكنيسة في اليوم التالي. وكان ذلك فقط عندما قام العريس برفع الحجاب عن وجهها حيث لاحظ وجود وجه شاحب لجثة هامدة.

يعتقد الكثيرين أن تلك الظاهرة تحدث مرة واحدة فقط كل عام وفي وقت محدد ، هناك مشاهدات كثيرة خلفت ذكريات حية ويبدو أن بؤس هذه الفتاة المسكينة سيكون مستمراً بلا نهاية.

تساؤلات
هذا النوع من الأماكن "المسكونة بالأشباح" يطلق عليه التسكين المقيم Residual Haunting وهي حادثة تتكرر بتفاصيلها في نفس المكان وكأنه فيلم تعاد رؤيته مجدداً بكل ما فيه من مشاهد وأصوات دون حدوث تفاعل بين الأحياء والأرواح أو الأشباح، على غرار ما قيل عن قصة القطار الشبح وأشباح مقاتلي غيتسبرغ ، تثير قصة هذا المكان الكثير من التساؤلات:

هل لدى المكان ذاكرة مخزنة من المشاهد والأصوات ويتم إسترجاعها بين حين وآخر على نحو مشابه لعمل مسجل الفيديو عند الضغط على زر إعادة المشاهدة Play ؟ إن كان الجواب نعم فلماذا لا يحدث الإسترجاع في أماكن أخرى ؟ مالذي يجعل المكان مميزاً لحدوث ذلك الإسترجاع ؟ وهل للأحداث المؤلمة صلة بذلك ؟ على أية حال إن حدث الإسترجاع فلماذا لم يفلح أحد في تسجيلها أمامه رغم توفر وإنتشار أجهزة التصوير ؟ هل كانت تلك الرؤى والأصوات مقتصرة فقط على الصورة الذهنية أي تأثير أمواج كهرومغناطيسية خارجية على الجزء الذي يتحكم بالرؤية في الدماغ؟ وهل يملك المكان أثر معين غير مدروس على الأدمغة لكي تصيبها بنوع من الهلوسة تعززها الذاكرة الشعبية وما ترويه الحكايات الأسطورية عن المكان ؟ وإن كان ذلك ماالذي يسبب الهلوسة أو يؤثر على الدماغ ؟ هل هي تلك التغيرات الشاذة في المجال المغناطيسي الأرضي في ذكل المكان "المسكون" بعينه أم هي ترددات ما تحت سمعية أو غازات سامة منطلقة من تحت الأرض ؟ ، ومهما يكن السبب فما يزال الأمر محيراً وغامضاً. ومع ذلك يبقى هناك إحتمال كبيراً بأن يكون كل ما وري عن هذا  المكان مجرد  أساطير جرى تضخيمها على  ألسنة الناس على مر الزمن لا نغفل في هذه الحالة تأثير الإنطباع  المسبق على زائر المكان وهذا بحد ذاته قد يجعل البعض يرون أو يسمعون  أموراً طبيعية فيتوهمون أموراً لها علاقة بالفلكور والأساطير التي رويت حول هذا المكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق