سمعنا باسم " دراكولا " وشاهدناه في العديد من الأفلام على هيئة ذلك المخلوق عديم الرحمة الذي لا يفنى والذي يقبع في قلعته ويعيش على شرب دماء البشر حيث ينام في تابوته نهاراً ليظهر ليلاً وينقض على أعناق ضحاياه وقد يتحول إلى شيطان مخيف أو خفاش ليل. فما هي حقيقة تلك الأسطورة ؟ وهل لها جذور في الواقع ؟
جذور في الواقع
تعني كلمة دراكول Darcul التنين باللغة الرومانية أما كلمة Darcula فتعني ابن التنين ، فمن هو ابن التنين ؟ ، في الواقع حكم رجل اسمه فلاد Vlad إمارة في أراضي رومانيا الحالية تسمى "فالاخيا" وذلك في منتصف القرن الخامس عشر عندما ورث الحكم عن أبيه الملقب بالتنين وعلى هذا الأساس سمي بابن التنين أو "دراكولا" وتسبق الكلمة "دراكولا "كلمة "كونت" للدلالة على أنه أمير. ولـ فلاد هذا لقب آخر يسمى "المخوزق" Impaler لما عرف عن بطشه ووحشيته في تعذيب أسراه حيث يذكر التاريخ أنه أول من ابتدع طريقة القتل أو التعذيب بالخازوق ، والخازوق عبارة من رمح يدق في مؤخرة الضحية حتى يخرج من عنقه وهي الطريقة التي اشتهر بها "دراكولا"، وزعم أيضاً أنه كان يقطع أشلاء ضحاياه ويشرب دماؤهم و قيل أيضاً أنه قتل ما بين 40,000 إلى 100,000 ، ولد دراكولا في عام 1462 وقتل في عام 1476 على يد الأتراك العثمانيين الذين كانوا على مواجهة معهم في عدد من المعارك، حيث علق رأسه المقطوع على رأس رمح في القسطنطينية (اسطنبول الحالية).
أحداث تاريخية
1456-1462 : هو العصر الذهبي لـ دراكولا والذي استلم به مقاليد الحكم ويقال انه قتل الآلاف في تلك الفترة.1456 : تواجه دراكولا مع جيوش الاحتلال بمساعدة من المجر واستطاع استرجاع عرشه.1462 :استطاع "رودا" الاخ الاصغر لدراكولا انتزاع الحكم منه عبر مساعدة لقيها من الاتراك فطرد دراكولا خارج البلاد حيث قضى 12 سنة في المجر وتزوج هناك من العائلة الحاكمة للمجر ويقال انه تزوج اخت الملك.
1456-1462 : هو العصر الذهبي لـ دراكولا والذي استلم به مقاليد الحكم ويقال انه قتل الآلاف في تلك الفترة.1456 : تواجه دراكولا مع جيوش الاحتلال بمساعدة من المجر واستطاع استرجاع عرشه.1462 :استطاع "رودا" الاخ الاصغر لدراكولا انتزاع الحكم منه عبر مساعدة لقيها من الاتراك فطرد دراكولا خارج البلاد حيث قضى 12 سنة في المجر وتزوج هناك من العائلة الحاكمة للمجر ويقال انه تزوج اخت الملك.
1474-1475 :يموت "رودا "ويحكم الاتراك قبضتهم على البلاد
1475 : يؤلف دراكولا جيش لاستعادة ارضه وينجح في مسعاه.
1476 : يقوم السلطان التركي بالغزو مرة اخرى في معركة كانت الأخيرة مع دراكولا ، فيلقى دراكولا مصرعه ويقال بانه قتل على يد أحد اتباعه ، فيقوم سلطان تركيا بتعليق رأسه على رمح ليعرف الناس أنه قتل وذلك في القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية العثمانية آنذاك ، ودفنت جثته في مدينة سناجوف بالقرب من بوخارست (عاصمة رومانيا الحالية) إلا أنه لم يعثر عليها حتى الآن.
1931 : خرج فريق للتنقيب عن جثة دراكولا ولكن لم يجدوا الا بقايا عظام لحيوان ولم يكن التابوت الذي دفن فيه موجوداً !
رواية برام ستوكر
في عام 1897 م تعرّف مدير مسرح صغير و روائي أيرلندي اسمه "برام ستوكر" على "فلاد" عن طريق كتاب تاريخي ، كذلك بحث "برام ستوكر" في أساطير قديمة تدور حول طقوس مصاصي الدماء ، و هكذا أسس لروايته التي حملت في البداية اسم "الذي لا يموت" في نسختها الأولى (حملت فيما بعد اسم دراكولا)وذلك بعد أن أضاف مميزات جديدة على شخصيات وحوشه من مصاصي الدماء مثل الضعف عند التعرض للشمس أو التأثر بالصليب و الماء المقدّس ، اختار "برام" روايته مكاناً مميزاً في تاريخ الأسطورة وهو مقاطعة ترانسلفانيا االرومانية والتي توجد فيها فعلياً قلعة فلاد الملقب بـ دراكولا. انتشرت تلك الرواية في الغرب وفي العالم ولاقت شهرة واسعة إلى درجة أن العديد من المسرحيات وأفلام هوليوود استلهمت منها ومنه فيلم Darcula عام 1992 . إذن فكرة مصاصي الدماء هي مجرد رؤية للكاتب "برام" مع أن لها جذور أقدم في طقوس بعض الشعوب إذ كانوا يزعمون أن شرب الدم يطيل العمر ويرضي آلهتهم المتعطشة للدم، ولكن سبب ارتباط الفكرة مع دراكولا يعود لعشقة للقتل إذ كانت قلعته تثير الخوف لدرجة ان السلطان التركي ذكر مرة أن دراكولا يقتل الناس بطريقة الخوازيق ويضعهم في الطريق الواصل إلى قلعته. وفي فترة سجنه كان يجمع الطيور والفئران ويقوم بقتلها وتعذيبها.
دراكولا : بطل قومي في رومانيا !
رواية برام ستوكر
في عام 1897 م تعرّف مدير مسرح صغير و روائي أيرلندي اسمه "برام ستوكر" على "فلاد" عن طريق كتاب تاريخي ، كذلك بحث "برام ستوكر" في أساطير قديمة تدور حول طقوس مصاصي الدماء ، و هكذا أسس لروايته التي حملت في البداية اسم "الذي لا يموت" في نسختها الأولى (حملت فيما بعد اسم دراكولا)وذلك بعد أن أضاف مميزات جديدة على شخصيات وحوشه من مصاصي الدماء مثل الضعف عند التعرض للشمس أو التأثر بالصليب و الماء المقدّس ، اختار "برام" روايته مكاناً مميزاً في تاريخ الأسطورة وهو مقاطعة ترانسلفانيا االرومانية والتي توجد فيها فعلياً قلعة فلاد الملقب بـ دراكولا. انتشرت تلك الرواية في الغرب وفي العالم ولاقت شهرة واسعة إلى درجة أن العديد من المسرحيات وأفلام هوليوود استلهمت منها ومنه فيلم Darcula عام 1992 . إذن فكرة مصاصي الدماء هي مجرد رؤية للكاتب "برام" مع أن لها جذور أقدم في طقوس بعض الشعوب إذ كانوا يزعمون أن شرب الدم يطيل العمر ويرضي آلهتهم المتعطشة للدم، ولكن سبب ارتباط الفكرة مع دراكولا يعود لعشقة للقتل إذ كانت قلعته تثير الخوف لدرجة ان السلطان التركي ذكر مرة أن دراكولا يقتل الناس بطريقة الخوازيق ويضعهم في الطريق الواصل إلى قلعته. وفي فترة سجنه كان يجمع الطيور والفئران ويقوم بقتلها وتعذيبها.
دراكولا : بطل قومي في رومانيا !
ينظر سكان رومانيا إلى الأمير فلاد أو دراكولا على أنه بطل قومي لقيامه باحتواء الاجتياح التركي لأوروبا إذ حكم بين عامي 1456 و1462 و يصفونه بأنه كان يتعامل بوحشية مع المسؤولين الفاسدين و اللصوص وخصوصا الغزاة المحتلين.وتفيد بعض الوثائق التاريخية ان دراكولا اعطى فلاحي مقاطعته 16 جبلاً بعد ان خلصوه من حصار القوات العثمانية لقلعته. وتقول احدى القصص ان فلاد ترك ذات مرة كأساً ذهبية عند أحد الآبار ليشرب الناس منها لأنه يعرف انه لن يتجرأ أحد على سرقتها. وعقوبة السارق هي قطع اليد أو القتل على الخازوق. وقد قيل أنه كان يأخذ من الأغنياء ليعطي الفقراء. فكان بطلاً في نظرهم. ويقول أحد المؤرخين الرومانيين أن:" فلاد تحول الى بطل في بعد أن كانت البلاد منكوبة بالفساد والجريمة.فخلال ست سنوات من حكمه لم يعرف التسامح نهائياً مع الجريمة وأعاد الثقة للتجار والمسافرين الأجانب فانتعشت البلاد".
- لم يعرف معظم الشعب الروماني ماهية العلاقة بين الأمير الذي يعرفونه كبطل تاريخي وبين وأسطورة مصاص الدماء إلا بعد عام 1992، فيما لا يعرف الاجانب إلا دراكولا مصاص الدماء، تلك الشخصية التي ظهرت في رواية برام ستوكر.
دراكولا والسياحة
تقع قلعة دراكولا في ترانسلفانيا على قمة هضبة مرتفعة والقلعة مزار سنوي لآلاف السياح حيث يشاهدون ممراتها السرية وما ارتبط بها من حكايات أسطورية كونها منزل مصاص الدماء الشهير دراكولا الذي كان ينقل ضحاياه إلى تلك الممرات ليموتوا ببطء بعد أن يمص دماءهم. ويصل عدد درجات القلعة إلى 1400 درجة.
- حديقة دراكولا السياحية
في عام 2004 أقامت السلطات السياحية الرومانية حديقة أطلقت عليها اسم "حديقة دراكولا" للتذكير ببطلهم الناريخي ولإحياء ذلك الخلط بين الأمير فلاد وخفاش الليل في غابات مقاطعة ترانسلفانيا وبين أشجار السنديان الشاهقة .يحتوي ذلك المكان على ملهى يتضمن نموذجاً لقلعة دراكولا وحديقة ملاهي ومسرح ومجمع رياضي ومرقص ديسكو ومطاعم ومقاه. وقد اختير موقع الحديقة بحيث يكون بجوار بلدة "سيجيسوارا" مسقط رأس المفترض للأمير"فلاد".
محاولة لاستنساخ دراكولا
نشرت صحيفة ليبرتاتتا Linertatea الرومانية خبراً عن خطة يسعى لها عدد من رجال الأعمال الأمريكيين لاستنساخ فلاد (دراكولا) ولكن لم تتضح بعد النية المزعومة لهؤلاء من الإتيان بمصاص دماء ! ، فربما كانت غايتهم جلب العديد من خبراء هوليوود وعدد من بائعي خدمات الضمان ، وحسب الصحيفة المذكورة فأن تلك المجموعة من رجال الأعمال اتصلت مع مركز أبحاث اسكتلندي يقع في "روسلين" تم فيه استنساخ النعجة دولي سابقاً ليدرسوا إمكانية استنساخ دراكولا في المستقبل. وأخبر أحدهم الصحيفة أن خطة الإستنساخ تسوف تحل لغز دراكولا وتجلب الكثير من المال والشهرة عليه.
- أي وحش يريدون استنساخه ؟!
وفقاً لكتاب بعنوان "دراكولا : أمير متعدد الوجوه - حياته والأحداث"للكاتبين "فلويسكو" و "رايموند ماكنلي" فأن فلاد دعى في أحد الأيام كل من الشحاذين وكبار السن والمرضى والفقراء إلى مأدبة طعام وسألهم :"هل ترغبون بأن لا تتكلوا على أحد أو أن لا ينقصكم أي شيئ ؟"، فقالوا :"نعم" وعندها فرش الأخشاب حولهم في القلعة وأشعل النيران فيهم. ولم يبقى أحداً منهم حياً. وفي نظر فلاد فأن ذلك يمثل إيفاء بوعده الذي قطعه عليهم لإنهاء مشاكلهم !. كما كانت طريقة الإعدام لدى فلاد مروعة ووحشية جداً إذا كان يخوزق عدد من الأشخاص في آن واحد. وكانت تسلخ جلود البعض منهم والآخرون يسلقون وهم ما زالوا أحياء.
خرافات حول مصاصي الدماء
تناولت السينما وخصوصاً هوليوود مصاصي الدماء في الكثير من أفلامها بهدف التشويق حيث نقلت تلك الأفلام مجموعة من الأفكار الخرافية المشتركة عن مصاصي الدماء منها:
1- يمكنهم تحويل انفسهم إلى جرذ ، خفاش ، ذئب ، غراب أو حتى غيمة.
2- لابد لمصاصي الدماء النوم في التابوت ولو خرج من التابوت في فترة النهار يحترق.
3- لايمكن لمصاصي الدماء عبور المياه المرتفعة وكذالك لايظهرون في المرآة لانهم لا يملكون روحاً.
4- يؤذيهم إشهار الرموز الدينية أمامهم كالصليب. أو رميهم بالماء المقدس
5- لا يقتل مصاص الدماء إلا من خلال طعنه في قلبه بواسطة خشبة ومن ثم قطع رأسه وحرقه.
6- يمكن تحصين المكان من مصاصي الدماء عبر وضع الثوم في انحاء المنزل أو على الشرفات.
7- يتحول الإنسان إلى مصاص دماء في الحالات التالية:
- إن شرب دم مصاص دماء آخر ، يكون ذلك بالعض على العنق غالباً .
- إن لم يدفن جيداً أو انعكست صورة جثته في المرآة.
- اذا كان ساحراً وترتيبه السابع بين عائلته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق