السبت، 31 ديسمبر 2011

هل تعكس بلورات الماء حالتنا الواعية ؟


ماسارو إيموتو وبجانبه صورة لإحدى بلورات الماء التي تشكلت من خلال صورة لأزهار الكرز كما يزعمارتبط وجود الماء دائماً بالحياة ، فلا حياة دون ماء وجسمنا يتركب بمعظمه من الماء وكذلك يغطي الماء أكثر من 70% من كوكب الأرض ، الكوكب الوحيد الذي عرفنا فيه الحياة لحد الآن، قال الله تعالى في القرآن الكريم:"وجعلنا من الماء كل شيئ حي أفلا يؤمنون"-سورة الأنبياء 30، استخدم الماء قديما وحديثاً من قبل الشعوب في طقوسهم الدينية للطهارة أو التخلص من الآثام أو للاستشفاء فالهندوس يغتسلون بنهر الغانج في رحلة حجهم للتخلص من الذنوب وكثيراً ما يستخدمه الصابئة في طقوسهم لدرجة أنهم سميوا به إذ يطلق عليهم المندائيون وكذلك يستخدمه المسيحيون بتعميد الأطفال في الكنائس ويستخدمه المسلمون في الوضوء للطهارة قبل كل صلاة. وبعض الناس يعتقد أن للماء قوة شفائية عند تلاوة نصوص دينية معينة كعدد من الآيات القرأنية ومن ثم شربها ، وتهدف بعض الطقوس الرومانية القديمة إلى طرد الأرواح الشريرة من خلال قراءة كلمات معينة على الماء فيصبح مقدساً ويرشونه على الممسوس أو المكان المسكون بالشياطين لكي تحرقهم به أو تبعدهم عن المكان  ، وما دام للماء أهمية كبرى في حياة الشعوب ومعتقداتها فهل تتغير تركيبته فعلاُ تبعاً لمشاعرنا ؟ وهل للماء وعيه الخاص به ؟ ، كما نعلم يتكون الماء من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسيجين ويرمز لها اختصاراً بـ H2O ولكن عندما يبدأ الماء بالتجمد تتشكل فيه بلورات Crystals لها أشكال متنوعة ومتعددة ويبقة السؤال هنا :هل تتغير تركيبة الماء البلورية تحت تأثيرات قراءة كلمات أو سماع موسيقى أو حتى صور منقوعة فيه؟

نظرية تبلور الماء
يعتقد الباحث الياباني إيموتو أن للكلمات المقروة على الماء تأثيراً على بلوراته، والكلمات الطيبة تشكل بلورات جميلة على عكس الكلمات السيئةحاول الباحث الياباني ماسارو إيموتو الإجابة عن تلك الأسئلة عبر إجراء سلسلة من التجارب على بلورات الماء زعم فيها أن تلك البلورات تأخذ أشكالاً إما جميلة أو بشعة اعتماداً على على كلام أو أفكار الشخص فيما إذا كانت إيجابية أو سلبية ويتم ذلك عبر توجيه كلام أو أفكار الشخص إلى قطيرات الماء قبل تجميدها بسرعة وبعدها تفحص تحت المجهر (المايكروسكوب) فيتم تصوير البلورات المائية المتشكلة . يدعي إيموتو أيضاً أن هذا يمكن أن يحدث بإلصاق كلمات مكتوبة أو موسيقى أو صلوات إلى جانب وعاء ماء.ألّف إيموتو العديد من الكتب حول الماء منذ عام 1999، من أشهرها أعماله المنشورة تحت مسمى رسائل من الماء.ويعمل حالياً كرئيس لمؤسسة "الماء من أجل الحياة" الدولية وهي منظمة غير ربحية مقرها في مدينة أوكلاهوما تأسست عام 2005. و يرأس أيضاً معهد هادو للبحوث العلمية في طوكيو .

فلسفة الهادو و" الرسالة" التي يحملها الماء
لاحظ إيموتو أن أشكال بلورات الماء لا تتكون بأشكال هندسية منتظمة قبل القيالاحظ تغير شكل بلورات الماء قبل وبعد الصلاة وهذا الماء مأخوذ من سد جبل فوجي في اليابانم بالصلوات أو التراتيل الدينية ولكن بعد قراءتها على الماء تتشكل بلورات هندسية جميلة ، وهو يرى أن البلورات تأخذ تلك الأشكال البديعة رغم اختلاف النصوص والصلوات الدينية التي تقرأ عليها كالهندوسية والبوذية والمسيحية أو الإسلام ، ونرى في الصورة شكل هندسي تشكل بفعل صلوات سنسكريتيه حسب زعم إيموتو . يقول إيموتو :"هادو تصنع الكلمات والكلمات هي نبضات الطبيعة لذلك تصنع الكلمات الطيبة الطبيعة الجميلة ولا تصنع الكلمات الخبيثة إلا القبيح منها ، هذه هي جذور الكون". وللإيضاح تعني كلمة هادو Hado الموجة أو الإنتقال باللغة اليابانية وبهذه الكلمة وصف إيموتو تلك الظاهرة التي اكتشفها في طبيعة الماء. و تعني من منظور إيماتو :النموذج التذبذبي الجوهري في المستوى الذري في كل المادة، وهي أصغر وحدة من الطاقة وأساسها هو طاقة الإنسان الواعية".

- وفي محاضرة ألقاها إيماتو في مدينة جدة السعودية يتبين لنا جوانب من فلسفته التي تدعو لوحدة الأديان فقد عرض على الجمهور المسلم صور بلورية مائية جميلة يقول أنه توصل إليها من خلال ذكر البسملة أو تقريب كوب الماء من سورة الفاتحة أو أسماء الله الحسنى أو صورة الكعبة المشرفة ، فمن منظور إيموتو تعكس الأديان العالمية الكبرى (البوذية و الهندوسية و المجوسية و اليهودية و المسيحية و الإسلام ) نفس الجمال الهندسي في بلورات الماء فيما وصفه برسالة الماء الواعي. إيموتو أيضاً يقود حملة لنشر السلام حول العالم فيما يعرف بمشروع إيماتو ليعرف الناس بقيمة الأرض والطبيعة واهمية الحفاظ على مصادر الماء على كوكبنا.

ماء زمزم
خلال عام 2008 قامت صحيفة الثورة اليمنية بنشر خبر عن الخصائص الفريدة لماء زمزم مفاده أن إيموتو أجرى بحوثاً علمية على عينة ماء زمزم حصل عليها من شخص عربي بتقنية "النانو "ووجد فيها أن عينة ماء زمزم لم تغير أياً من خصائصها على الرغم من إضافة 1000 قطرة من الماء العادي إلى العينة كما اكتسب الماء العادي خصائص الماء المبارك وخلص للقول أن زمزم ماء مبارك وفريد ومتميز ولا يشبه في بلوراته انواع المياه العديدة وان كل المختبرات والمعامل لم تستطع تغيير خواصه. وأوضح أن البسملة لها تأثير عجيب على بلورات ماء زمزم حيث تتحول إلى اشكال فائقة الجمال وأكد أن من ابرز تجاربه إسماع زمزم شريطاً يتلى فيه القران الكريم تكونت على اثره بلورات ذات تصميم رمزي غاية في الصفاء والنقاء. نشر الباحث في موقعه الإلكتروني صوراً لبلورات تشكلت بصلوات الشنتو اليابانية والصلوات السنسكريتيه إلا أنني لم أوفق في العثور على أي صور لبلورات تشكلت من ماء زمزم والبسملة.


أشكال بلورات على أنغام السيمفونيات والنشيد الوطني
يزعم إيموتو أن بلوللسيمفونيات أيضاً تأثير على شكل بلورات الماءورات المياه تختلف بحسب مصدره ونقائه، ويفضل دائماً العينات النقية من الينابيع العذبة وقد وضع شروطاً لقبول تلك العينات يمكن الإطلاع عليها في موقعه الإلكتروني على الانترنت ، وبإمكان أي شخص إرسال عينات من الماء بعد قراءة كلمات عليها وبعد أن تستوفي الشروط المطلوبة يقوم إيموتو أو من يوكلهم بتجميد تلك العينات وتصوير بلوراتها ومن ثم يرسل الصورة إلى طالبها وطبعاً يتم ذلك مقابل رسوم الخدمة وفي نفس الموقع تجد روابط تقود إلى مواقع تبيع كؤوساً مرسوم على كل منها أشكال بلورة تخص كلمة من الكلمات ويطلق على تلك الكؤوس مجموعة الإنسجام Harmony Set.
أبحاث مشكوك بصحتها !
مزاعم إيموتو واجهت الكثير من النقد كما تم اعتبارها علوما زائفة. معلقون انتقدوه بسبب عدم توضيحه بما فيه الكفاية لطرقه العلمية، وأيضا تصميمه لتجاربه بطرق تجعل من السهل التأثير على نتائجها وتوجيهها حسب النتيجة المرغوبة. كما تحدى جيمس راندي وهو مؤسس مؤسسة جيمس راندي التعليمية إيموتو بمبلغ مليون دولار فقط إن تم إثبات نتائج تجاربه بدراسة محايدة ولحد الآن لم يحدث لك فهل أيموتو على صواب أم أنه يقوم بخداع الناس ليسوق خدماته ومنتجاته التي تتضمن صوراً لأشكال البلورات ؟ .راندي يقول أيضا أنه لا يتوقع أبدا أنه سيضطر إلى دفع هذا المبلغ. كما أن إيموتو تخرج من جامعة في مدينة يوكوهاما بشهادة في العلاقات الدولية، وفي عام 1992 حصل على شهادة دكتوراه في الطب البديل من الجامعة الدولية المفتوحة للطب البديل في الهند وهي جامعة غير معترف بها أصلاً مع متطلبات أكاديمية قليلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق